أقيمت جوائز الدبلوماسية التجارية السادسة لـ DEİK في إسطنبول بمشاركة وزير التجارة عمر بولات، ووزير العمل والضمان الاجتماعي وداد إيشيكهان، وعدد من ممثلي عالم الأعمال. خلال الحفل، تم تقديم الجوائز لـ15 من مجالس الأعمال التابعة لـ DEİK التي أظهرت أداءً متميزاً في أنشطة الدبلوماسية التجارية العالمية في عام 2024، وذلك في 7 فئات مختلفة.
كما تم تكريم المجالس ذات الأداء الأعلى في نطاق نظام تقييم الأداء الخاص بـ DEİK، حيث قُدمت الجوائز من قبل وزير التجارة بولات ورئيس مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية نائل أولباك. ولأول مرة هذا العام، تم منح جائزتين في فئة “رؤية المرأة”، تقديراً للأعمال التي تعزز دور المرأة في عالم الأعمال.
نائل أولباك، في كلمته خلال حفل الافتتاح، أعلن أن DEİK ستحتفل بعامها الأربعين، مشيراً إلى أن عدد مجالس الأعمال وصل إلى 152. كما أوضح أن الدول التي يتم التصدير إليها بشكل أكبر هي نفسها الدول التي تُعقد فيها الأنشطة الأكثر. وقال: “لقد حققنا 98% من صادراتنا إلى الدول التي لدينا معها مجالس أعمال. وعندما نقارن بين الدول التي حققت أعلى أداء في مجالس الأعمال والدول التي لدينا أكبر صادرات إليها، نجد أن العشر الأوائل في الأداء هم ضمن أكبر 20 شريك تجاري لنا. هذا يظهر بوضوح أن زيادة الأنشطة تؤدي إلى نتائج إيجابية”.
وأضاف أولباك أنه لتحقيق النجاح، من الضروري مراقبة التحولات العالمية والإقليمية عن كثب، وتحليلها جيداً، والعمل بشكل استباقي في هذا السياق. وقال: “لدينا أهداف وأجندات مختلفة لكل منطقة من مناطق العالم. وعلى الرغم من أننا نتحدث دائماً عن التجارة الحرة، فإننا نشهد تزايداً في الكتل التجارية بين الدول. هذا الموضوع سيصبح أكثر أهمية في المستقبل”.
توجه نحو “المحلية العالمية” والتغيرات في التجارة العالمية
أوضح أولباك أن العالم يشهد تحولاً من “العولمة” إلى “المحلية العالمية” (glocalization)، مع استمرار مشكلات سلاسل التوريد. وأضاف: “التغيرات العالمية تتطلب أن ننظر إلى الأمور من منظور جديد. على سبيل المثال، مصطلح (آسيا-المحيط الهادئ) أصبح يُعرف الآن باسم (الهند-المحيط الهادئ). وفي حين أن التضخم بدأ ينخفض تدريجياً، إلا أنه لا يزال أعلى مما هو مرغوب فيه، ومن المتوقع أن يستمر بهذا الشكل في المستقبل القريب”.
وأشار إلى أن مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية DEİK نظم أكثر من 2200 فعالية خلال عام 2024، بحضور كبار المسؤولين بمن فيهم رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان ووزير التجارة عمر بولات.
أولباك أكد أن المجلس أجرى أيضاً استبياناً لقياس رضا الأعضاء، حيث أظهر الاستبيان أن نسبة رضا الأعضاء بلغت 82%.
التعاون مع آسيا وأوروبا وأمريكا
أشار أولباك إلى أهمية تعزيز العلاقات مع منطقة آسيا والمحيط الهادئ، موضحاً أن 11 من بين 18 دولة مشمولة في “خطة الدول البعيدة” التي أطلقتها وزارة التجارة التركية تقع في هذه المنطقة. وأضاف: “نحن نتابع عن كثب مشروع الحزام والطريق الصيني. من المهم أن نضمن تحقيق أفضل استفادة لتركيا من هذا المشروع”.
وأكد أولباك أن التعاون مع الولايات المتحدة وألمانيا يشمل مشاريع مثل دعم التحولات المزدوجة (الرقمية والخضراء) للشركات الصغيرة والمتوسطة، وزيادة الكفاءة والإنتاجية، وتعزيز الاستثمارات في تركيا.
تعزيز التعاون مع إفريقيا والشرق الأوسط
سلط أولباك الضوء على العلاقات المتنامية مع إفريقيا، مشيراً إلى أن المنتدى الاقتصادي التركي-الإفريقي الخامس سيعقد في أكتوبر المقبل. كما أشار إلى التطورات الإيجابية في العلاقات مع دول الخليج، مثل السعودية وإيران والعراق، وقال: “نحن نراقب التطورات في سوريا ومستعدون لتعزيز التعاون معها. بالإضافة إلى ذلك، سنستضيف هذا العام أول منتدى كبير مع دول مجلس التعاون الخليجي تحت اسم (منتدى تركيا-GCC الكبير)”.
وأكد أن تطوير التجارة الإلكترونية والتقليدية مع روسيا والدول المجاورة سيظل من أولويات المجلس.
في ختام كلمته، شدد أولباك على أهمية العمل الجماعي في تعزيز الدبلوماسية التجارية، قائلاً: “أهمية وجود مجتمع تجاري قوي وديناميكي في الخارج أصبحت أكثر وضوحاً في ظل التطورات العالمية. مبادرات مثل مجلس الأعمال العالمي التركي تُظهر أهمية العمل الجماعي لدعم مصالح تركيا على الساحة الدولية”.