ففي عام 2019، أعرب ترامب عن رغبته في شراء جرينلاند بسبب احتياطياتها الهائلة من العناصر الأرضية النادرة واليورانيوم والذهب والموارد الهيدروكربونية. واليوم، بعد عودته إلى السلطة، أعاد ترامب طرح هذا الموضوع مجددًا.
كما أعلن مؤخرًا أن الولايات المتحدة تريد الحصول على موارد المعادن النادرة من أوكرانيا مقابل المساعدات العسكرية والاقتصادية التي تقدمها لكييف. ولكن، خلال اجتماع كان مقررًا في 28 فبراير بالبيت الأبيض لتوقيع اتفاق بهذا الشأن بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حدث خلاف حاد بين الطرفين، مما أدى إلى فشل الاتفاق.
في ظل هذه التطورات، باتت استراتيجية ترامب لمنافسة الصين على المعادن الاستراتيجية واضحة، مما يفتح المجال أمام تركيا لتعزيز موقعها في قطاع التعدين العالمي.
“تركيا يجب أن تتحرك بسرعة للحاق بركب المنافسة العالمية”
أكد رئيس جمعية منقبي الذهب (AMD) حسن يوجيل أن هناك سباقًا عالميًا محمومًا على الموارد المعدنية، مشيرًا إلى ضرورة اتخاذ تركيا خطوات استراتيجية قوية للحفاظ على مكانتها في هذا المجال.
وأضاف يوجيل:
“نشهد حرب معادن بين الولايات المتحدة والصين، حيث تحاول واشنطن تعزيز موقفها أمام بكين من خلال صفقات طويلة الأجل في قطاع التعدين.”
كما لفت الانتباه إلى أن دول الخليج، التي تعتمد تقليديًا على صادرات النفط، بدأت توجيه استثماراتها نحو التعدين بسبب التحول العالمي إلى الطاقة النظيفة.
🔹 السعودية، الإمارات، وقطر بدأوا استثمارات ضخمة في إفريقيا لمنافسة الصين في مجالات الليثيوم، الكوبالت، النيكل والنحاس.
🔹 إعادة رسم خريطة التعدين العالمية تمثل فرصة لتركيا، التي يجب ألا تفوّت هذه الفرصة.
🔹 إذا أرادت تركيا الحفاظ على قدرتها التنافسية، فيجب أن تبدأ فورًا “تعبئة في قطاع التعدين”.
إزالة العوائق البيروقراطية وتعزيز بيئة الاستثمار
أشار يوجيل إلى أن تركيا تمتلك موارد معدنية هائلة، لكنها بحاجة إلى:
✔ تقليل العوائق البيروقراطية التي تؤخر الاستثمارات.
✔ تسريع إجراءات التراخيص وتحسين الشروط الضريبية لجذب المستثمرين.
✔ تعزيز القيمة المضافة من خلال التصنيع المحلي بدلًا من تصدير المواد الخام.
وقال:
“إذا لم نستخدم مواردنا بشكل فعال، فسنفقد فرصة كبيرة للمنافسة عالميًا.”
“الرؤية المستقبلية لتركيا تعتمد على قطاع تعدين قوي”
أشاد يوجيل بجهود وزير الطاقة والموارد الطبيعية، ألب أرسلان بيرقدار في دعم قطاع التعدين، مؤكدًا أن نجاح تركيا الاقتصادي مرتبط بمدى قدرتها على استغلال مواردها الطبيعية بفعالية.
وأضاف:
“بقيادة وزير الطاقة، يجب أن تتكاتف جميع الوزارات لدعم سياسات التعدين المحلي والمستدام، فتعزيز السيادة المعدنية أمر بالغ الأهمية لتحقيق أهداف رؤية “قرن تركيا”.”
🔹 يجب أن تكون الأنشطة التعدينية متوافقة مع المعايير البيئية ومعايير السلامة المهنية.
🔹 الموارد الطبيعية يمكن أن تصبح مصدر قوة استراتيجي لتركيا إذا تم استغلالها بمسؤولية.
وختم يوجيل حديثه بالتأكيد على أن تركيا لديها فرصة نادرة لتعزيز مكانتها كقوة عالمية في التعدين، مشيرًا إلى ضرورة التحرك العاجل والاستفادة من التحولات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية.