وأشار باهجي وان إلى أن هناك مخاوف متزايدة من أن تكون الخطوة التالية في الرسوم الجمركية الأمريكية موجهة نحو الاتحاد الأوروبي، مما قد يعقد الأوضاع الاقتصادية أكثر، وقال:
“إذا اتخذت الولايات المتحدة خطوة جديدة في فرض الرسوم الجمركية، فقد يؤدي ذلك إلى مزيد من التعقيد في وضع الاتحاد الأوروبي، الذي يعد أكبر سوق خارجي لنا. يجب علينا مراقبة هذه التطورات عن كثب واتخاذ التدابير اللازمة دون تأخير.”
“التحول نحو سياسات الحماية الصناعية”
🔹 عقدت غرفة صناعة إسطنبول اجتماعها الشهري لشهر فبراير تحت عنوان “نظرة على الاقتصاد التركي في 2025 في ظل التطورات العالمية: المخاطر والفرص”، وذلك في قاعة أوداكولي فاضل زوبو.
🔹 وألقى إردال باهجي وان كلمة افتتاحية، بينما أدار الجلسة رئيس التحرير في BloombergHT، آجيل سيزين، بمشاركة الصحفية آفشين يورداقول، والأستاذ في جامعة كوتش د. ألتاي أطل، والشريك المؤسس لمجموعة استشارات الاقتصاد في إسطنبول سينان أُولْغِن.
🔹 أشار باهجي وان إلى أن العالم يمر بمرحلة غير متوقعة وسريعة التغير، قائلًا:
“لسنا بصدد انهيار توازنات آخر 30 عامًا فقط، بل نشهد تفكك النظام العالمي الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية. المؤسسات الدولية، مثل حلف الناتو، تمر بمرحلة اضطراب، وهناك نقاشات متزايدة حول مستقبل أوروبا وأمنها.”
🔹 وأضاف أن الانتقال من العولمة إلى سياسات الحماية التجارية بدأ يتسارع بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة، مؤكدًا أن هذا التحول يؤثر بشكل مباشر على تركيا.
“الحروب التجارية أصبحت واقعًا عالميًا”
📌 قال باهجي وان:
“ننتقل من عالم تقوده العولمة إلى عالم تهيمن عليه سياسات الحماية التجارية والحروب الاقتصادية. في هذا السياق، تتجه الدول المتقدمة نحو إعادة التصنيع المحلي، مما يجعل السياسات الصناعية جزءًا رئيسيًا من خططها الاقتصادية.”
📌 كما أشار إلى أن السياسات الصناعية الجديدة تركز بشكل أساسي على التحول الرقمي والطاقة الخضراء، بينما تبرز تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، أشباه الموصلات، السيارات الكهربائية، وبطاريات السيارات الكهربائية كقطاعات ذات أهمية استراتيجية.
📌 ولفت إلى أن الاقتصاد الأمريكي من المتوقع أن يصل إلى 30 تريليون دولار هذا العام، محذرًا من أن تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين قد يدفع الصين إلى تصدير فائض إنتاجها إلى الأسواق العالمية بأسعار مخفضة، مما سيخلق تحديات اقتصادية جديدة.
“رسوم جمركية أمريكية على الاتحاد الأوروبي قد تعقد الأوضاع أكثر”
🔹 أكد باهجي وان أن هناك تخوفات متزايدة من أن تفرض الولايات المتحدة رسومًا جمركية على الاتحاد الأوروبي، وهو ما قد يزيد من تعقيد المشهد الاقتصادي في القارة الأوروبية.
🔹 وأضاف أن الاقتصاد الأوروبي يعاني بالفعل من أزمات هيكلية، مثل تفاقم عدم المساواة في الدخل، وموجات الهجرة الجماعية، وارتفاع تيارات القومية المتطرفة، مما يجعل المنطقة أكثر عرضة لعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي.
🔹 وشدد على أن:
“فرض رسوم جمركية جديدة من قبل الولايات المتحدة قد يزيد من تعقيد أوضاع أكبر شريك تجاري لنا، وبالتالي علينا أن نراقب هذه التطورات عن كثب واتخاذ التدابير الاستباقية دون تأخير.”
“مخاطر مستقبلية تواجه الاقتصاد العالمي”
📌 حذر باهجي وان من أن الاقتصاد العالمي يسير في بيئة غير مستقرة تتميز بعدة عوامل رئيسية:
- النمو الاقتصادي مدفوع بشكل أساسي بقطاع الخدمات، بينما يواجه قطاع التصنيع حالة من الركود.
- وتيرة النمو الاقتصادي أبطأ بكثير مقارنة بالعقود السابقة.
- توزيع النمو الاقتصادي غير متوازن بين المناطق الجغرافية المختلفة.
- تزايد المخاطر والشكوك العالمية بشكل غير مسبوق.
📌 وأوضح أن العالم يمر بما يُسمى “أزمة متعددة الأبعاد”، حيث تتغير طبيعة المخاطر الاقتصادية باستمرار، بينما يتأرجح المستثمرون بين المجازفة المالية وتجنب المخاطر.
📌 وأضاف:
“نحن نعيش في عصر يتسم بضعف النمو، وعدم الاستقرار، وزيادة التوترات التجارية، واستمرار مخاطر التضخم. وفي ظل هذه البيئة، لا تزال أسعار الفائدة مرتفعة مقارنة بفترة ما بعد الأزمة المالية العالمية.”
📌 كما أكد أن الدول النامية تواجه تحديات أكبر في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، حيث أن تدفقات رأس المال الأجنبي تتركز بشكل متزايد في الأسواق المتقدمة.
“مستقبل غير مستقر يتطلب استراتيجيات فعالة”
🔹 اختتم باهجي وان حديثه بالتأكيد على أن العالم يسير في بيئة غير مستقرة، حيث تزداد التعقيدات الاقتصادية والجيوسياسية.
🔹 وأضاف:
“نحن في فترة لا تزال فيها السياسات التجارية الحمائية والتوترات التجارية تخلق تحديات كبيرة للأسواق العالمية، مما يجعل من الصعب على الاقتصادات الناشئة التكيف مع هذه التغيرات.”
🔹 وأكد أن تركيا بحاجة إلى استراتيجيات مرنة وقوية لمواجهة هذه التحديات الاقتصادية العالمية والاستفادة من الفرص المتاحة.