تشهد اليونان حالة من القلق بعد سلسلة من الهزات الأرضية المتلاحقة في بحر إيجه، أعادت إلى الأذهان ذكريات الزلزال المدمر الذي وقع في 9 يوليو 1956. كان مركز الزلزال في جزيرة أمورغوس، لكنه أصاب بشكل خاص جزيرة سانتوريني الشهيرة بمبانيها البيضاء والزرقاء، موديةً بحياة ما لا يقل عن 54 شخصاً ومحطمةً 35% من المنازل. كما تسبب الزلزال في حدوث موجات تسونامي وصلت إلى ارتفاع 30 متراً. فماذا نعرف عن زلزال اليونان عام 1956؟
وفقاً للتقرير الصادر عن الملخص الدولي لعلم الزلازل، يعد زلزال أمورغوس عام 1956 بقدرة 7.8 درجة على مقياس ريختر من أقوى الزلازل التي ضربت اليونان في القرن العشرين. تسبب الزلزال في سانتوريني وحدها بوفاة 53 شخصاً وإصابة أكثر من 100 آخرين، مع تدمير أو تضرر معظم المباني العامة. أثر الزلزال أيضاً على العديد من الجزر المجاورة والساحل التركي، مع تسجيل ارتفاعات لبحر تتراوح بين 10 و30 متراً في أماكن متفرقة.
أما بالنسبة للتوابع الاجتماعية، فقد نتج عن الدمار هجرة عدد كبير من سكان سانتوريني إلى أثينا. وتأثرت عدة جزر أخرى بشكل كبير، حيث تم تدمير 529 منزلاً وتضررت 1482 منزلاً بأضرار بالغة و1750 بأضرار طفيفة.
الزلزال اختبر أيضاً قدرة الدولة على التعامل مع الأزمات، خصوصاً مع كونها لم تتعاف بعد من زلازل كبيرة ضربتها قبل ثلاث سنوات في زاكينثوس وكيفالونيا وإيثاكا. أعلن رئيس الوزراء في ذلك الوقت، كونستانتينوس كارامانليس، أن سانتوريني منطقة كوارث كبرى وزارها في 14 يوليو 1956.
وفي ضوء هذه الأحداث، قدمت العديد من الدول الدعم لضحايا الكارثة، باستثناء بريطانيا التي رفضت اليونان مساعدتها بسبب توترات متعلقة بقضية قبرص في حينه.
من جانب آخر، تحدث مدير معهد الجيوفيزياء اليوناني، فاسيليس كاراستاثيس، قائلاً إن الاهتمام الجيولوجي تحول في الوقت الحالي من منطقة کالديرا إلى منطقة أنودروس، وهو يعتقد أن من الخطورة مقارنة الهزات الحالية بزلزال 1956.
وأخيراً، أشار رئيس بلدية أنافي، ياكوفوس روسوس، إلى أن الأضرار في جزيرته كانت طفيفة عندما تسببت صدع أمورغوس بالزلزال الكبير عام 1956.
تظل هذه الأحداث تذكيراً بمخاطر الزلازل في منطقة نشطة زلزالياً كبحر إيجه، حيث يبقى الحذر واليقظة أمراً حتمياً.