في قلب عاصمة الحمضيات، أضنة، لا يقتصر نجاح المزارعين على إنتاج الفواكه فحسب، بل يمتد أيضاً إلى تجارة قشور البرتقال والمندرين والترنج. هؤلاء المزارعون المبدعون، من خلال تجفيف القشور على حبال الغسيل، يطرحونها للبيع بسعر يتراوح بين 20 إلى 25 ليرة للكيلوغرام.
في حي تورنجلو ببلدة كوزان، والذي يضم 130 منزلاً، تنشط حركة تحويل بقايا الحمضيات الموجودة على الأشجار أو الساقطة منها إلى مصدر دخل جديد، مما يسهم في دعم الاقتصاد المحلي. فهذه البلدة الرائدة في إنتاج الليمون والبرتقال والترنج، تعمل على تجفيف القشور المتبقية على الأسطح وفي الأفنية.
يتم تصدير القشور المجففة إلى منطقة إيجه وأوروبا، مما يعزز مكانة البلدة كقوة اقتصادية. ويفسر أحمد ييغانوغلو من قرية تورنجلو الطريقة التي يتم بها الاستفادة من كل جزء من الفاكهة: “نحتاج لجمع 10 كيلوغرامات من الفاكهة لاستخراج كيلوغرام واحد من القشور. تركها على الأشجار يضر بالنباتات، لذا نقوم بجمعها واستغلالها بطرق مختلفة. قشرة الفاكهة تستخدم على حدة والباقي له استخدامه الخاص. نحن أيضاً نصنع خل الترنج محلياً، فيما يتم تقشير قشور البرتقال والحمضيات لتحضيرها للسوق”.
يضيف: “نبيع القشور للتجار الكبار الذين يأتون إلى القرية، لتذهب إلى منطقة إيجه، حيث تُستخدم في صناعات التجميل والدواء. نقوم بذلك عملًا عائليًا مشتركًا، نجلس سوياً ونشارك في هذه العملية”.
هذا النهج المبتكر ليس فقط نموذجاً للاقتصاد الدائري، بل هو مثال يُحتذى في كيفية تحويل الموارد الطبيعية إلى فرصة اقتصادية حقيقية.