في مدينة إرزنجان، يجد الإمام والخطيب تيمان كايلار (41 عامًا) شغفه في صناعة آلة الناي من القصب، حيث يشغل منصباً في دار الإفتاء المحلية منذ 22 عامًا. قام كايلار بتأسيس ورشة عمل في مقر دار الإفتاء، وهي المكان الذي يقوم فيه بتصنيع آلات الناي وتقديم دورات تدريبية للجيل الجديد.
قبل ثلاث سنوات، بدأ كايلار جلب القصب من مناطق عديدة كسهل هاتاي وأضنة، لاستخدامها في صنع الناي داخل ورشته. ومع أن كايلار نفسه يُبدع في صناعة آلات موسيقية متنوعة مثل الربابة والقانون والإربانة والكُدُوم، إلا أنه يركز اهتمامه بشكل خاص على آلات الناي. ومنذ عام 2000، كرّس وقته لعزف الناي وتدريسه.
كايلار لا يكتفي بتقديم دورات تدريبية لعشرين طالباً على آلة الناي فحسب، بل إنه يزودهم بآلات موسيقية من صنع ورشته الخاصة، ويعرض عروضاً تعليمية في الصوت والموسيقى لمن يرغبون في التعلم بشكل أوسع. ويقول كايلار عن مسيرته: “بدأت تعلُّم صناعة الناي منذ 15 عامًا، ونحن هنا في دار الإفتاء نقدم تدريبات في الصوت بالإضافة إلى تعليم موسيقي للأدوات. نقوم بإهداء الطلاب أدوات موسيقية نصنعها من الصفر بأنفسنا، ونعمل في صناعة الربابة والقانون والإربانة كذلك.”
كانت مبادرة إنشاء الورشة جزءًا من جهود دار الإفتاء لتلبية توجهات مؤسسة الشؤون الدينية في تركيا نحو إنشاء ورش فنية في المحافظات. يعبر كايلار عن فخره بافتتاح الورشة قائلاً: “بفضل مسيرتي الموسيقية منذ عام 2000، أسست ورشة عملنا في دار الإفتاء، ونقوم بتصنيع الآلات الموسيقية بأنفسنا. كما ننظم دورات تدريبية على الناي والعود والربابة والقانون والإيقاع. لدينا 20 طالباً والعدد في ازدياد. نحن ملتزمون بمساعدة الشباب القادمين لاكتشاف شغفهم بالموسيقى. رغم مشقة صناعة الآلات، فإن متعة العزف على آلات نُطلق عليها صفة ‘من صنع أيدينا’ تضاعف السعادة التي نشعر بها”.