أعرب الطاهي مصطفى سيربيست، الناجي من كارثة حريق راح ضحيتها 78 شخصًا، بينهم 36 طفلًا، في منطقة بولو كارتالكايا، عن حزنه العميق تجاه الحادث. وأكد سيربيست، أنه لا يرغب في العودة إلى كارتالكايا مرة أخرى، قائلاً: “أشعر بالأسف لأنني نجوت من الموت، لو سمعتم تلك الصرخات لفهمتم. الجميع ضحى بنفسه من أجل النجاة”. وأشار إلى أن باب سلم الهروب كان مصنوعًا من الخشب، وأضاف: “كان هناك سلم للطوارئ لكن الموظفين هم من كانوا يستخدمونه. كما كانت هناك أجهزة إنذار الحرائق لكنها لم تعمل”.
تستمر التحقيقات في الحريق المدمر الذي اندلع في فندق غراند كارتال في منطقة بولو كارتالكايا للتزلج في 21 يناير، وأسفر عن وفاة 78 شخصًا.
مصطفى سيربيست، الذي عاد إلى منزله في منطقة سلجوق بمدينة إزمير بعد الحريق، سرد تفاصيل تجربته المروعة في تلك الليلة، وهو يبلغ من العمر 26 عامًا وكان يعمل طاهيًا موسميًا في الفندق منذ ثلاث سنوات، ما جعله على دراية جيدة بالمنطقة والفندق. ورغم مرور الوقت، أكد أنه لم يستطع نسيان تلك الليلة المريعة من الحريق.
“الكل كان يغرق في الدخان”
يشرح سيربيست موقع غرفته في الفندق قائلاً: “كنت في الطابق الثاني، وأيقظني صديق عند حوالي الساعة 02:45 أو 03:00 صباحًا، كان هناك صراخ يقول ‘حريق’. عندما خرجنا، كان كل شيء يغرق في الدخان، شعرنا بالذعر ولم نعرف ما الذي يجب القيام به، لم نكن نستطيع التنفس وكانت الرؤية شبه معدومة. خرجت بتحسس الجدران لأنني كنت أعرف الطريق بشكل تقريبي. توجهنا نحو الجراج، لكن بابه كان مغلقًا. حاولنا، نحن 15 أو 20 شخصًا، فتح الباب، حتى تمكنا في النهاية من الخروج. حتى تلك اللحظة كان كل شيء يغرق في السحب الدخانية الكثيفة أكثر من النار نفسها. خرجت في حوالي الساعة 03:30 بعد كفاح دام نصف ساعة أو 40 دقيقة”…
وأضاف سيربيست أنه عندما خرج خارج الفندق، كان المبنى يغرق في النيران، وكان الناس يصرخون طلبًا للمساعدة من النوافذ.
“أبواب سلم النار كانت خشبية”
وأشار سيربيست إلى وصول سيارات الإطفاء بعد مرور حوالي ساعة من الحريق، وذكر مشاهدته للأشخاص الذين قفزوا من النوافذ في محاولة للنجاة. وقال: “تمكنا من إنقاذ البعض ولكن لم نستطع إنقاذ البعض الآخر. كنا نحاول إلقاء المراتب تحتهم لتخفيف سقوطهم. كانت هناك بعض الاحتياطات مثل أجهزة إنذار الحريق لكنها لم تعمل. لم يكن هناك نظام ري لإطفاء النيران، وكانت أجهزة إطفاء الحرائق قليلة العدد، رأيت واحدة فقط أمام مكتب رئيس الطهاة. أما سلم النار فكان يستخدمه الموظفون، والإضاءة كانت ضعيفة. كانت الأبواب خشبية، وبمجرد احتراق أحدها، تسلل الدخان لبقية المكان”.
“أشعر بالندم لأنني نجوت”
أعرب مصطفى سيربيست عن عدم رغبته في العودة إلى كارتالكايا مرة أخرى، قائلاً “أشعر بالندم لأنني نجوت، لو سمعتم تلك الصرخات لفهمتم. فقط تخيلوا شخصًا يرمي طفله من النافذة، هل يمكنكم تحمل رؤية ذلك؟ الجميع كان يضحي بنفسه. كان الوضع صعبًا، مليئًا بالصراخ ولم نستطع فعل الكثير للمساعدة. فعلنا ما استطعنا لكن لم يكن كافيًا”.