في الولايات المتحدة، تسلط الأضواء على لوس أنجلوس حيث أذهلت قصة الجراح الدماغي الشجاع تشيستر غريفيثس الجميع. فقد تمكّن هذا الجراح البالغ من العمر 62 عامًا من إنقاذ كامل الحي في ماليبو من الحرائق المدمرة والسيطرة عليها بأسلوب وصفه الكثيرون بالمعجزة المثيرة للإعجاب.
انطلقت حرائق الغابات في 7 يناير في مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا واستمرت لمدة ثمانية أيام، مسببة وفاة 24 شخصًا وبالتزامن مع تدمير ما يزيد عن 37 ألف فدان من الأراضي. وفي ظل هذه الأزمة الكارثية، لم تتوقف الصحف الأمريكية عن تناول قصص الأفراد الذين فقدوا منازلهم أو تم إنقاذهم في اللحظات الأخيرة. ومع ذلك، كان اسم تشيستر غريفيثس بارزاً في عناوين الأخبار العالمية، وذلك لأنه نجح في السيطرة على الحرائق لحوالي خمس ليالٍ متتالية، ليحمي بذلك كامل الحي في ماليبو.
تجسيدًا لمشهد يبدو وكأنه من أفلام هوليوود، قام غريفيثس بوضع خطة عمل مع ابنه وجيرانه، وتعاون بشجاعة وثبات مع اثنين من جيرانه لمواجهة الحرائق. استخدموا الأنابيب والرفوش وأقنعة N95 للسيطرة على النيران، محققين ما اعتبره الكثيرون مثالًا على العزم الرائع.
أوضح جاره كلايتون كولبيرت في مقابلة مع The Telegraph أنه في لحظة من اللحظات قرر أنه لن يسمح باندلاع النيران في منزله مهما كان الثمن. ومع اندلاع النيران في المنازل المحيطة، ارتفع الرجال فوق الأسطح لإخماد النيران باستخدام خراطيم المياه، وغمروا النقاط الساخنة بالتراب والرمل بالرغم من الرياح العاتية التي كادت أن تطيح بهم عدة مرات، لكنهم ظلوا مستمرين.
ومع الدعم المستمر من رجال الإطفاء، نجح غريفيثس وابنه تشيستر، البالغ من العمر 24 عامًا، وكولبيرت، في منع النيران من الوصول إلى منازلهم. أعرب غريفيثس عن أنه لم يشعر بالخوف خلال تلك المحنة، نظرًا لكونه معتادًا على العمل تحت ضغط شديد بفضل خبرته المهنية كجراح.
وأشار غريفيثس، الذي يعمل كطبيب لفريق LA Kings للهوكي، إلى أن هذه التجربة الكارثية قد تعلم منها درسًا هامًا، وهو ضرورة معرفة الجيران بشكل أفضل وتعزيز العلاقات المجتمعية.
وتشير التقديرات إلى أن خسائر الأضرار الاقتصادية الناجمة عن هذه الحرائق المستمرة ستتراوح بين 250 مليار إلى 275 مليار دولار.