وأشار كوتش إلى أن هذه الحزمة هي الأكبر من نوعها لدعم ريادة الأعمال، مؤكدًا أهمية حسن استغلالها من قبل البنوك والمؤسسات المالية، وقال:
“يجب أن يكون تقييم المشاريع المقدمة للبنوك بناءً على الفكرة نفسها، وليس فقط على الضمانات المالية.”
البنوك بحاجة إلى تبني نهج أكثر مرونة تجاه رواد الأعمال
انتقد كوتش نظام القروض الحالي الذي يعتمد بشكل كبير على الضمانات العقارية والإضافية، مشيرًا إلى أن صندوق ضمان القروض (KGF) يجب أن يضمن جزءًا من القروض، لكنه شدد أيضًا على ضرورة أن تتحمل البنوك بعض المخاطر عند تقديم القروض للشباب الرياديين.
كما أكد أن المؤسسات المتخصصة في دعم رواد الأعمال يمكن أن تلعب دورًا هامًا في تقييم المشاريع، قائلاً:
“نحن في GİV نراجع آلاف المشاريع سنويًا، وبالتالي يمكننا تقديم دعم كبير للبنوك في تقييم المشاريع.”
وأضاف أن هذه الحزمة توفر موارد مالية ضخمة، متوقعًا أن يتمكن رواد الأعمال في تركيا من إطلاق مشاريع بقيمة عدة مليارات من الدولارات من خلال هذه الفرصة.
“نعمل على بناء منظومة ريادية متكاملة”
أوضح كوتش أن المؤسسة تقوم بتنظيم العديد من الفعاليات لدعم رواد الأعمال، من بينها:
- ملتقى رواد الأعمال التركي، والذي يتضمن جوائز ريادة الأعمال، ويجذب مئات المشاريع سنويًا.
- الاجتماعات الشهرية لرواد الأعمال، حيث يشارك خبراء وقادة أعمال في تقديم الإرشاد والدعم للمشاريع الناشئة.
- توفير فرص لقاءات مباشرة مع المستثمرين، وأحيانًا المشاركة في تمويل بعض المشاريع الناشئة.
وأكد أن هناك اهتمامًا متزايدًا بريادة الأعمال في تركيا، حيث سجلت النسخة الأخيرة من ملتقى رواد الأعمال مشاركة حوالي 400 مشروع، وتم منح جوائز لعدد من المشاريع المتميزة، فيما حصل 100 مشروع آخر على فرص عرض في المعرض المصاحب للملتقى.
“يجب تغيير نظرة المجتمع إلى ريادة الأعمال”
تحدث كوتش عن التحديات التي تواجه رواد الأعمال، مشيرًا إلى أن أهمها العقليات التقليدية التي لا تزال ترى في الوظائف الحكومية أو العمل في الشركات الكبرى الخيار الأفضل للشباب.
وقال:
“عندما بدأت أول مشروعي، كنت أعتمد كليًا على الأموال التي استدنتها من عائلتي. اليوم، الدولة توفر دعمًا كبيرًا لرواد الأعمال، لكن التحدي الحقيقي هو تغيير نظرة العائلات والنظام التعليمي لريادة الأعمال.”
وأكد أن الحل يكمن في تعليم الأطفال منذ الصغر مبادئ الإبداع وتحمل المسؤولية والاستقلالية، مشيرًا إلى أن دور الأهل يجب أن يكون تشجيع أبنائهم على التفكير كرواد أعمال ودعمهم في مشاريعهم الناشئة.
وأضاف:
“ريادة الأعمال في تركيا تتطور بسرعة، لكن لا يزال أمامنا طريق طويل لنغير نظرة المجتمع لها، وعلينا أن نعلم الشباب أن العمل الجاد والإبداع يمكن أن يكون لهما تأثير أكبر من أي شيء آخر.”
“لدينا جيل شاب واعد”
أشار كوتش إلى أن الخطة التنموية الثانية عشرة لتركيا تتضمن محاور خاصة بدعم ريادة الأعمال، داعيًا الشباب إلى قراءتها والاستفادة من الفرص التي توفرها.
كما دعا الحكومة إلى إنشاء إدارة خاصة بريادة الأعمال، مثل إدارات الموارد البشرية والتمويل، بهدف تقديم دعم مؤسسي أفضل للشركات الناشئة.
وأضاف:
“تركيا تمتلك ثروات طبيعية مثل النفط والغاز، لكن في النهاية من يقود الاقتصاد في كل دولة هم رواد الأعمال، وهم بحاجة إلى بيئة تدعمهم للنمو بشكل أسرع.”
“رواد الأعمال لا يُولدون، بل يُصنعون”
أكد كوتش على أهمية التعلم والتجربة في طريق النجاح، وقال:
“لدينا شعار في GİV: رواد الأعمال لا يُولدون، بل يُصنعون. الأمر لا يتعلق بالمواهب الفطرية فقط، بل بتطوير الأفكار وتحويلها إلى مشاريع ناجحة.”
وقدم بعض النصائح للشباب المهتمين بريادة الأعمال:
- ابدأ بمشروع صغير، واكتسب الخبرة مبكرًا.
- لا تخف من الفشل، فهو جزء من النجاح.
- لا تستمع للمحبطين، وثق في فكرتك.
- تعلم كيف تعرض مشروعك وتجذب المستثمرين.
وختم حديثه قائلاً:
“أكثر مشاريعي نجاحًا كانت تلك التي قال الجميع عنها إنها لن تنجح. لذلك، لا تدع الخوف يمنعك من تجربة شيء جديد.”