وقد أُقيم هذا الإفطار في إطار مشروع “FinansGenç”، الذي يهدف إلى تعزيز وعي الشباب بالتمويل الإسلامي، وتطوير خبراتهم في هذا المجال، وتأهيلهم كمورد بشري مؤهل يمكنه الاندماج في الأسواق العالمية. وقد حضر الإفطار رئيس مكتب الاستثمار في الرئاسة التركية أحمد براق داğلي أوغلو، ونائب المدير العام لصندوق الثروة السيادي التركي (TVF) محمود كاياجيك، والمدير العام لمؤسسة الإيداع المركزي (MKK) أكرم أريكان، ونائب المدير العام لبنك البركة التركي محمد أولوداغ.
خلال البرنامج، ألقى رئيس مكتب الاستثمار في الرئاسة التركية أحمد براق داğلي أوغلو كلمةً أشار فيها إلى أهمية قطاع التمويل التشاركي، قائلًا:
“أنا متأكد أن أصدقائنا الخريجين سيكونون جيلًا قادرًا على إحداث ثورة في مستقبل هذا القطاع في تركيا، وإضفاء أبعاد جديدة عليه، بل ونقله إلى مستوى عالمي.”
“الجشع أحد أسباب الأزمات المالية العالمية”
أكد داğلي أوغلو على أهمية المبادئ الأخلاقية في القطاع المالي، قائلاً:
“إحدى الأسباب الرئيسية لاندلاع الأزمات المالية العالمية هي الجشع، والانحراف عن الأخلاق والامتثال والانسجام مع القيم. ولذلك، نرى أن التمويل التشاركي هو بديل استثماري قادر على منع مثل هذه الأزمات.”
بدوره، أوضح نائب المدير العام لصندوق الثروة السيادي التركي محمود كاياجيك وجود نقص في الكوادر المؤهلة في أسواق رأس المال، قائلاً:
“اللاعبون في القطاع يحاولون معالجة المشكلة من خلال تقديم رواتب أعلى، ولكن ذلك مجرد حل مؤقت. لا توجد مساهمة حقيقية لحل المشكلة على المدى الطويل. لهذا، من المهم أن يتم توظيف هؤلاء الشباب في شركات قوية لسد هذا النقص بطريقة مؤهلة.”
“لزيادة حصة التمويل التشاركي، يجب زيادة الموارد البشرية المؤهلة”
وأشار كاياجيك إلى أن أحد الأهداف الاستراتيجية التي حددها مجلس إدارة صندوق الثروة السيادي التركي هو تعميق وتوسيع الأسواق المالية، موضحًا ذلك بقوله:
“إذا نظرنا إلى المشهد العام في تركيا، نجد أن النظام المصرفي لا يزال يشكل 85٪ من إجمالي النظام المالي، في حين أن الـ 15٪ المتبقية تشمل القطاعات البديلة مثل التأجير التمويلي، والتخصيم، وأسواق رأس المال، والتأمين. لذا، يجب أن نعمل على تطوير هذه القطاعات البديلة، بما في ذلك التمويل التشاركي والتأمين التشاركي، وزيادة حصتها بشكل سريع. ولتحقيق ذلك، يجب أن نعمل على تأهيل موارد بشرية متخصصة.”
أما المدير العام لمؤسسة الإيداع المركزي (MKK) أكرم أريكان، فقد شدد على أن البورصة هي أيضًا مكان للتمويل التشاركي، قائلاً:
“البورصة بالفعل واحدة من أهم مجالات التطبيق للتمويل الإسلامي، وإذا تمت إدارتها بشكل صحيح، فستكون بيئة استثمارية مثالية.”
“FinansGenç هو حركة شبابية في مجال الاقتصاد الإسلامي”
من جانبه، تحدث رئيس جمعية أوندر عبد الله جيلان عن بدايات مشروع FinansGenç، قائلاً:
“عندما بدأنا هذا المشروع قبل ثلاث سنوات، كان مجرد حلم بالنسبة للشباب. لكنهم صبروا وعملوا بجد، وقد مَنّ الله علينا برؤية هذه الأيام. الآن، نأتي بفريق أقوى بكثير، وننظر إلى المستقبل بأمل. نحن نؤمن بأن تركيا في طريقها لتصبح مركزًا عالميًا، ولا يمكن قبول ضعف التمويل الإسلامي والتمويل التشاركي في عالم يضم 2 مليار مسلم.”
أما رئيس شباب أوندر، أركام صالح بويوك دينتش، فقد وصف FinansGenç بأنه حركة شبابية في مجال الاقتصاد الإسلامي، موضحًا:
“بدأنا مع 30 طالبًا في العام الأول، ثم أضفنا ورش عمل مختلفة ووصلنا إلى 60 ثم 100 طالب. كما بدأنا دورات في الاقتصاد الإسلامي في مدينتي قونية وأنقرة، بمشاركة 30 طالبًا في كل مدينة.”
وأشار بويوك دينتش إلى أن هدفهم الأساسي هو فتح الباب أمام الشباب الذين يرغبون في تطوير أنفسهم في هذا المجال، ثم ربطهم بأسماء وخبراء ذوي خبرة في القطاع.