وفقًا للبيانات التي جمعتها وكالة الأناضول (AA) من البنك المركزي التركي، فقد انخفضت فاتورة واردات الطاقة من 69.1 مليار دولار في عام 2023 إلى 65.6 مليار دولار في عام 2024.
زيادة الإنتاج المحلي وتأثيره على خفض الواردات
أوضحت بشرى زينب أوزدمير، الباحثة في مؤسسة الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية (SETA)، أن عام 2024 كان عامًا محوريًا لقطاع الطاقة التركي، حيث أدت الزيادة في الإنتاج المحلي في جميع المجالات إلى تقليل الاعتماد على الواردات.
- وفقًا لتقرير هيئة تنظيم سوق الطاقة (EPDK) الصادر في نوفمبر 2024، ارتفع إنتاج الكهرباء بأكثر من 4% في الفترة بين يناير ونوفمبر 2024 مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
- أكبر زيادة في الإنتاج جاءت من محطات الطاقة المتجددة، وهو ما يُعزى إلى نجاح آلية دعم الطاقة المتجددة (YEKDEM).
- زادت القدرة المركبة لمحطات YEKDEM من 14,411 ميجاواط في نهاية 2023 إلى 18,204 ميجاواط في نهاية 2024.
وأكدت أوزدمير أن تركيا تواصل تقليل اعتمادها على المحطات الحرارية، مما يدل على أن البلاد تسعى إلى تلبية الطلب المتزايد على الطاقة من خلال المصادر المتجددة، مع تقليل انبعاثات الكربون.
أهداف تركيا في الطاقة المتجددة حتى 2035 و2053
- تركيا تخطط لزيادة القدرة المركبة لطاقة الرياح والطاقة الشمسية إلى 120,000 ميجاواط بحلول عام 2035، أي زيادة بمقدار أربعة أضعاف مقارنة بمستوى 2024 البالغ 32,000 ميجاواط.
- هذا الهدف يعكس التزام تركيا بالحدّ من الانبعاثات الكربونية وتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة الخارجية.
- الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2053 يظل هدفًا رئيسيًا، ويعزز من الاستثمارات في الطاقة المتجددة.
دور الإنتاج المحلي من النفط والغاز في خفض الواردات
أشارت أوزدمير إلى أن زيادة إنتاج النفط والغاز الطبيعي كانت عاملًا رئيسيًا في تقليل فاتورة واردات الطاقة، موضحةً:
- إنتاج النفط في تركيا بلغ 43 مليون برميل في نوفمبر 2024، مع توفير نصف هذه الكمية من حقل غبار (Gabar).
- في حقل غاز سكاريا (Sakarya)، ارتفع الإنتاج إلى 7 ملايين متر مكعب يوميًا، وهو ما يكفي لتلبية استهلاك 3.5 مليون منزل.
- استمرار زيادة الإنتاج المحلي سيؤدي إلى مزيد من تقليل الاعتماد على الواردات، وبالتالي تقليص العجز التجاري الناجم عن الطاقة.
عوامل أخرى ساهمت في خفض واردات الطاقة
من جهته، أشار د. كنان أصلانلي، عضو هيئة التدريس في جامعة أنقرة يلدريم بيازيد، إلى عدة عوامل أخرى ساهمت في انخفاض واردات الطاقة، من بينها:
- التوسع في مشاريع الطاقة المتجددة.
- تحسين كفاءة الطاقة واتخاذ تدابير لترشيد الاستهلاك.
- انخفاض الطلب المحلي على الطاقة.
- التغيرات في أسعار الطاقة العالمية.
تأثير أسعار النفط:
- كان لسعر خام برنت دور في هذا الانخفاض، حيث تراجع متوسط السعر إلى 80 دولارًا للبرميل في 2024، مقارنة بـ 82 دولارًا في 2023.
- ومع ذلك، أوضح أصلانلي أن تحقيق انخفاض دائم في واردات الطاقة سيكون أكثر استدامة إذا استند إلى زيادة الإنتاج المحلي للطاقة المتجددة والوقود الأحفوري، وتعزيز كفاءة الطاقة، وليس فقط إلى التقلبات في أسعار الطاقة العالمية.
أثر تقليل واردات الطاقة على الاقتصاد التركي
- تراجع واردات الطاقة يساهم في تقليص العجز التجاري، حيث تعد واردات الطاقة من أكبر مكونات العجز التجاري في تركيا.
- تقليل الاعتماد على الطاقة المستوردة يعزز احتياطات النقد الأجنبي ويدعم الاستقرار المالي.
- على المدى المتوسط، قد يسهم هذا التوجه في تحفيز النمو الاقتصادي عبر تقليل تكاليف الإنتاج وزيادة الاستثمارات في الطاقة المحلية.
النتيجة:
من خلال زيادة الإنتاج المحلي من الطاقة المتجددة والوقود الأحفوري، نجحت تركيا في تقليل وارداتها من الطاقة بنسبة 5.1% عام 2024. ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه إذا واصلت البلاد سياسات دعم الطاقة المتجددة، وتطوير مواردها المحلية، وتحسين كفاءة استهلاك الطاقة.