وفي تصريح لوكالة الأناضول عقب قمة Bridge التي نظمتها جمعية رجال الأعمال الشباب (Genç MÜSİAD)، قيّم داغلي أوغلو آخر التطورات المتعلقة باهتمام المستثمرين الأجانب بتركيا.
وأشار إلى أن تركيا جذبت العام الماضي استثمارات أجنبية مباشرة بقيمة 11.3 مليار دولار، مضيفًا:
“تشير التقديرات الأولية إلى أن حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة العالمية قد تقلص بنسبة 8% العام الماضي. في ظل هذا الوضع، فإن نجاح تركيا في زيادة استثماراتها بنسبة 5.6% يظهر استمرار الاهتمام الإيجابي من المستثمرين الدوليين.”
وأوضح أن التكنولوجيا تعد من المجالات التي يركزون عليها في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، حيث تم استثمار أكثر من مليار دولار في الشركات التكنولوجية الناشئة في تركيا العام الماضي، وهو اتجاه يتوقع استمراره في المستقبل.
وأضاف داغلي أوغلو أن هناك شركات تكنولوجية تركية ناجحة تطور منتجات وخدمات تنافسية على المستوى العالمي، قائلًا:
“كمكتب استثمار رئاسي، نبذل جهودًا مكثفة لجذب رؤوس الأموال إلى هذه الشركات الناشئة، خاصة في المجال التكنولوجي. هناك العديد من الصناديق الاستثمارية في تركيا، لكننا نسعى أيضًا لجذب استثمارات من صناديق التكنولوجيا العالمية، ويُعد هذا أحد أهدافنا الرئيسية في لندن.”
الطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي
أكد داغلي أوغلو أن التوجهات العالمية نحو الاستدامة والتطورات الجيوسياسية أدت إلى إعادة هيكلة سلاسل التوريد خلال السنوات الخمس الماضية، مما عزز مكانة تركيا كمركز استراتيجي في المنطقة.
وقال في هذا السياق:
“بفضل السياسات التي تم تنفيذها تحت قيادة رئيس الجمهورية، تحولت تركيا خلال السنوات الـ 22 الماضية إلى مركز إنتاج مهم. في الفترة الأخيرة، لاحظنا زيادة في الاستثمارات من مختلف الفاعلين، خاصة في قطاعي التصنيع وتصدير الخدمات.”
وأضاف أن من بين المجالات المهمة التي تشهد اهتمامًا متزايدًا هو قطاع التكنولوجيا الخضراء، مشيرًا إلى أن وزارة الطاقة والموارد الطبيعية التركية طرحت مؤخراً عدة مناقصات في مجال الطاقة المتجددة، مع وجود أهداف واضحة لعام 2035 في هذا المجال.
“نتواصل بشكل مكثف مع المستثمرين في قطاع الطاقة المتجددة، ونتوقع أن يستمر اهتمام المستثمرين بهذا المجال في المستقبل.”
وأوضح أن الذكاء الاصطناعي كان أحد المجالات التي جذبت أكبر عدد من الاستثمارات في تركيا العام الماضي، مشيرًا إلى أن هناك اهتمامًا كبيرًا من المستثمرين في هذا القطاع.
“هناك العديد من الاستثمارات في مختلف مجالات الذكاء الاصطناعي، وسياساتنا في هذا المجال مهمة جدًا. نرى فرصًا كبيرة لجذب المزيد من الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي، ونعتقد أن الاستثمارات في هذا القطاع ستستمر في تركيا.”
الشركات الدولية توسّع استثماراتها في تركيا
أكد داغلي أوغلو أن تركيا عززت صادراتها إلى مختلف المناطق الجغرافية بفضل اتفاقية الاتحاد الجمركي والاتفاقيات التجارية الحرة، مشيرًا إلى أن البلاد أصبحت وجهة استثمارية رئيسية، خاصة بعد جائحة كورونا، بسبب التغيرات التي طرأت على سلاسل التوريد العالمية.
وقال:
“عند النظر إلى قواعد البيانات العالمية، نجد أن تركيا تعد الدولة الأكثر جذبًا لمشاريع الاستثمار الصناعي في منطقتنا التنافسية. علاوة على ذلك، فإن الشركات الدولية في تركيا هي الأكثر توسعًا في استثماراتها داخل منطقتنا، حيث تعمل هذه الشركات على زيادة طاقتها الإنتاجية بسرعة.”
وأشار داغلي أوغلو إلى أن تركيا تعزز مكانتها كمورد رئيسي في سلاسل التوريد العالمية، وهو ما انعكس بشكل إيجابي على أرقام الصادرات، حيث تنمو الصادرات التركية بمعدل يفوق متوسط النمو العالمي.
وفي ختام حديثه، أكد أن تركيا قادرة على التكيف بسرعة مع السياسات التجارية الحمائية المحتملة، متوقعًا أن تواصل البلاد مسيرتها الاقتصادية الطويلة المدى بشكل إيجابي، مع تحقيق تمايز إيجابي في الأسواق العالمية.