أكد رئيس وكالة الطاقة الدولية (IEA) فاتح بيرول أن العالم سيشهد بدءًا من العام المقبل دخول قدرات جديدة من الغاز الطبيعي المسال (LNG) إلى الأسواق، مما سيصب في مصلحة الدول المستوردة للغاز مثل تركيا، الهند، واليابان، ودول أوروبا.
وأجرى بيرول عدة لقاءات في بروكسل مع ملك بلجيكا فيليب، ورئيس مجلس الاتحاد الأوروبي أنطونيو كوستا، والأمين العام لحلف الناتو مارك روته، حيث ناقش القضايا المتعلقة بالطاقة.
أوروبا لا تزال تواجه مشكلة في أسعار الغاز
أشار بيرول إلى أن أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا لا تزال مرتفعة، خاصة بسبب الظروف الجوية الباردة، مؤكدًا أن أوروبا لم تتمكن بعد من حل معضلة الغاز الطبيعي.
وأضاف:
“أسعار الطاقة في أوروبا أغلى بكثير مقارنة بالقوى الاقتصادية الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين والهند. على سبيل المثال، متوسط سعر الغاز الطبيعي في أوروبا يعادل 5 أضعاف سعره في أمريكا، في حين أن أسعار الكهرباء في أوروبا تعادل 4 أضعاف مثيلتها في الصين.”
وأشار بيرول إلى أن ارتفاع تكاليف الطاقة يؤثر بشكل كبير على الاقتصاد الأوروبي، موضحًا:
● “يعتمد الاقتصاد الأوروبي بشكل رئيسي على الصادرات، حيث يُعد الاتحاد الأوروبي أكبر مصدر عالمي متجاوزًا الولايات المتحدة والصين. ومع ذلك، عندما تكون أسعار الطاقة مرتفعة، تصبح القدرة التنافسية للصادرات الأوروبية ضعيفة جدًا.”
● “لهذا السبب، يواجه الاقتصاد الأوروبي، وخاصة القطاع الصناعي، أزمة كبيرة. وإذا لم يتم إيجاد حلول لهذه المشكلة، فقد يتعرض الاقتصاد الأوروبي لاضطرابات شديدة، وقد تظهر مشاكل خطيرة في التوظيف. في رأيي، المشكلة الاقتصادية الأبرز التي تواجه أوروبا حاليًا هي كيفية استعادة القطاع الصناعي لعافيته دون أن يتعرض لانهيار كبير.”
موجة LNG القادمة ستصب في مصلحة الدول المستوردة
أوضح بيرول أن بدء تشغيل قدرات جديدة من الغاز الطبيعي المسال (LNG) بين عامي 2026 و2029 سيكون خبرًا سارًا لأوروبا.
وأشار إلى أن مشاريع الغاز الطبيعي المسال التي بدأ تنفيذها في الولايات المتحدة وقطر منذ 6-7 سنوات باتت على وشك الانتهاء، مضيفًا:
“قريبًا، ستشهد الأسواق موجة ضخمة من الغاز الطبيعي المسال، مما سيساهم في خفض أسعار الغاز عالميًا. هذا التطور بالغ الأهمية بالنسبة للدول المستوردة للغاز مثل أوروبا وتركيا.”
وأكد بيرول أن أسواق الطاقة ستنتقل من كونها أسواقًا تهيمن عليها الشركات المصدّرة إلى أسواق تُعطي قوة تفاوضية أكبر للمشترين، مما يعني أن الدول المستوردة مثل تركيا، أوروبا، الهند، واليابان ستستفيد بشكل كبير من هذا الوضع.
أمن إمدادات الطاقة ضمن أجندة حلف الناتو
وحول تأثير السياسات التجارية الحمائية المتزايدة عالميًا على الطاقة، أوضح بيرول أن هناك مؤشرات على تصاعد الحروب التجارية بين الولايات المتحدة والصين وأوروبا والهند، لكنه أشار إلى أنه من المبكر الحديث عن كيفية تأثير هذه النزاعات على أسواق الطاقة.
وأضاف: “أصبح أمن إمدادات الطاقة موضوعًا أكثر أهمية مما كان عليه في الماضي، وأصبح مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالسياسات الجيوسياسية.”
كما كشف بيرول أن هذا الموضوع نوقش بشكل موسع خلال اجتماعاته في حلف الناتو.
عودة قوية للطاقة النووية: أكبر طفرة في 30 عامًا
أشار بيرول إلى أن هناك عودة كبيرة للطاقة النووية على مستوى العالم نتيجة تزايد المخاوف بشأن أمن إمدادات الطاقة.
وأضاف: “نشهد حاليًا طفرة غير مسبوقة في بناء المحطات النووية، حيث يتم بناء أكثر من 60 مفاعلًا نوويًا حول العالم، وهي أكبر موجة إنشاء للطاقة النووية منذ 30 عامًا.”
كما أوضح أن إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية سيصل هذا العام إلى أعلى مستوى تاريخي له، مشيرًا إلى أن بلجيكا، التي كانت قد خططت لإغلاق مفاعلاتها النووية قبل حرب روسيا وأوكرانيا، تفكر الآن في بناء محطات نووية جديدة.
وأضاف أن المفاعلات النووية الصغيرة المعيارية (SMRs) قد تبدأ في الظهور بحلول عام 2030.
تعاون مرتقب بين تركيا وأوروبا في مجال الطاقة
وفيما يتعلق بمشاريع الطاقة في تركيا، أشار بيرول إلى أن أنقرة خطت خطوات مهمة في مجال أمن إمدادات الطاقة وتنويع مصادرها، حيث أصبحت تستورد الغاز من دول مثل تركمانستان، كما أحرزت تقدمًا كبيرًا في مشاريع الطاقة المتجددة، مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
وقال بيرول: “أتمنى أن تتخذ تركيا المزيد من الخطوات في قطاع التكنولوجيا النووية، لتعزيز قدرتها في هذا المجال.”
كما أكد على أهمية تعزيز التعاون بين تركيا وأوروبا في مجال الطاقة، مشيرًا إلى أن تركيا تلعب دورًا حيويًا في نقل الغاز من أذربيجان وتركمانستان ودول أخرى إلى أوروبا، مما يساهم في تنويع مصادر الطاقة الأوروبية وتعزيز أمن الإمدادات.
وأضاف: “تركيا لديها خبرة كبيرة في تصنيع توربينات الرياح، وهذا يخلق فرصة كبيرة للتعاون بين تركيا وأوروبا. أعتقد أن تعزيز العلاقات في مجال الطاقة سيكون له فوائد كبيرة من حيث أمن الإمدادات والمكاسب الاقتصادية لكلا الجانبين.”
توقعات سوق LNG العالمي
بعد الحرب الروسية الأوكرانية، سعت دول الاتحاد الأوروبي إلى تقليل اعتمادها على مصادر الطاقة الروسية، مما دفعها إلى زيادة استيراد الغاز الطبيعي المسال بشكل كبير، وهو ما تسبب في ارتفاع قياسي في أسعار الغاز عالميًا.
وبحسب بيانات وكالة الطاقة الدولية، فقد زاد المعروض العالمي من الغاز الطبيعي المسال بنسبة 2% العام الماضي، لكن نمو المعروض كان الأدنى خلال السنوات الأربع الماضية، حيث لم يتجاوز 10 مليارات متر مكعب في 2024.
ومع ذلك، من المتوقع أن يزداد المعروض العالمي من LNG بنسبة 6% هذا العام، ليصل إلى 30 مليار متر مكعب، خصوصًا مع دخول مشاريع جديدة في أمريكا الشمالية إلى الخدمة.
كما يُتوقع أن تضيف قطر، من خلال مشاريعها الجديدة ومرافق التسييل قيد الإنشاء، أكثر من 270 مليار متر مكعب سنويًا إلى السوق بحلول عام 2030، مما سيؤثر بشكل كبير على أسواق الطاقة العالمية.
الجمعة, أبريل 18, 2025
أخبار شائعة
- معرض إسطنبول للمجوهرات يفتح أبوابه للمرة السابعة والخمسين
- البورصة أنهت اليوم على انخفاض
- اجتماع وفدي العمال وأرباب العمل ضمن مفاوضات عقود عمل العمال في القطاع العام
- وزير التجارة بولات أجرى اتصالات في سوريا
- تم الإعلان عن نتائج تنفيذ الميزانية
- وزير التجارة بولات سيزور سوريا غدًا
- تأسيس اتحاد عالم تركي للتسويق والإعلان والإعلام
- تجديد بروتوكول ;الشحن المخفض; بين الخطوط الجوية التركية ومجلس المصدرين الأتراك
رئيس وكالة الطاقة الدولية بيرول: موجة الغاز الطبيعي المسال القادمة تصب في مصلحة تركيا وأوروبا
4 دقائق