#### الحريق الكارثي في كارتالكيا: شهادة مؤلمة من الطاهي مصطفى سربيست
شهد فندق “جراند كارتال” في مركز كارتالكيا للتزلج في بولي، حادثة مأساوية في 21 يناير، حيث أودى حريق بحياة 78 شخصًا، بينهم 36 طفلًا. بينما تستمر التحقيقات في ملابسات الحادث، يعبر مصطفى سربيست، الطاهي الناجي من الكارثة، عن حزنه العميق ويصرح بأنه لا يرغب بالعودة إلى كارتالكيا مجددًا.
روى سربيست، الذي عاد إلى منزل أسرته في سَلجوق بإزمير بعد الكارثة، تفاصيل ليلة الحريق. عمل مصطفى في الفندق لمدة ثلاثة مواسم شتوية، مما جعله على دراية تامة بالمنطقة والموقع. لكنه عبّر قائلاً: “لا يمكنني نسيان تلك الليلة.”
**تصريحات مصطفى عن ليلة الحريق**
وأوضح مصطفى عن اللحظات المروعة قائلاً: “استيقظت على صوت صرخات ‘حريق’ حوالي الساعة 02:45 – 03:00. عندما خرجنا كان كل شيء مغطى بالدخان. كنا نشعر بالعجز والارتباك لدرجة أننا لم نستطع التنفس ولم تكن رؤيتنا واضحة بسبب كثافة الدخان. حاولنا فتح باب الجراج الذي كان مغلقًا بعدد من الأشخاص، قبل أن نتمكن من الخروج. رأيت النيران تحاصر الفندق بينما كان الناس يصرخون للحصول على المساعدة من نوافذ الغرف.”
يتذكر سربيست وصول فرق الإطفاء إلى الموقع بعد ساعة تقريباً، وشاهد فزع الزبائن الذين قفزوا من النوافذ في محاولة للنجاة: “ساعدنا بعضهم بوضع مراتب تحت النوافذ ليهبطوا عليها.”
**خلل في تدابير السلامة**
وأشار مصطفى إلى انعدام تجهيزات السلامة بشكل كافٍ في الفندق، بقوله: “رغم وجود أجهزة كشف الحرائق، إلا أنها لم تكن تعمل. لم أرَ طفايات حريق في الأماكن الحيوية، ركزنا على إطفاء الطهي من دون الاهتمام بالسلامة العامة. كما أن باب السلم الهروب كان مصنوعًا من الخشب ولم يكن مصمماً لمواجهة الحرائق.”
**حالة صدمة عميقة**
يختتم مصطفى سربيست شهادته المؤثرة بتصريحٍ صادم حول شعوره بالندم لعدم وفاته في الحادث، قائلاً: “الصراخ كان مؤلماً. الأهل يرمون أطفالهم من النوافذ في محاولة يائسة للنجاة. لم أتمكن من فعل أي شيء لمساعدتهم، كانت كارثة إنسانية بكل المعايير.”