في قلب كيركلاريلي، تتجمع النساء العاملات لتسهم في ربيع الطبيعة ودعم حملات التشجير المتنوعة. هؤلاء النساء من القرى المجاورة يشاركن في الجهود المبذولة من قِبل إدارة الغابات المحلية في تعزيز المساحات الخضراء وزيادة الرقعة الحرجية.
مع إشراقة الفجر، يتم نقل حوالي 100 امرأة بواسطة حافلات صغيرة إلى مواقع الغرس المخصصة، التي أعدتها إدارة الغابات بعناية. هناك، تنقسم النساء إلى فرق ثنائية؛ إحداهن تقوم بتجهيز التربة بمعدات الحفر، بينما تقوم الأخرى بدمج شتلات الصنوبر المنتجة محلياً مع التربة.
ورغم أن العمل شاق ويتطلب الكثير من الجهد، فإن المجموعة تحتفظ بروحها الإيجابية من خلال الغناء وأداء الأغاني الشعبية، مما يضفي جوًا من البهجة على المكان. Sevda Ayer، وهي مشاركة في العمل منذ 20 عامًا، تعبر عن سعادتها بالعمل وتفتخر بمساهمتها في تحسين ميزانية عائلتها. تقول: “نحن نزرع يوميًا بين 17 إلى 18 صندوقًا من الشتلات، حيث يحتوي كل صندوق على 40 شتلة. صحيح أن هناك تحديات، مثل الطقس البارد، ولكننا نحولها لمتعة من خلال الألحان التي نغنيها.”
ويستمر موسم التشجير لستة أشهر، وخلال هذه الفترة تقدم العاملات رعاية واهتمامًا خاصًا للشتلات المزروعة، حيث يأملون في ترك إرث أخضر للأجيال القادمة. تضيف Ayer، مشيرة إلى مستقبل مشرق: “آمل أن يتجول أحفادنا في هذه المساحات الخضراء. أنا أشعر بالفرح عندما أرى شتلة تكبر، مثل طفل ينمو ويترعرع.”
أما Belgin Danıştan، فتشير إلى خبرتها في العمل التي تمتد إلى 25 عامًا، حيث ساهمت في غرس آلاف الشتلات التي تتحول مع الزمن إلى غابات مزدهرة. وتصف كل شتلة بأنها أشبه بطفل يحتاج إلى العناية، مؤكدة أنها ستواصل غرس الشتلات ما دامت صحتها تسمح لها بذلك.
Zehra Ertürk، التي كانت تشارك أيضاً منذ ما يفوق 20 عامًا، تعبر عن فخرها وهي ترى أن الأشجار التي زرعتها سابقاً أصبحت تقدم ظلالها للمتنزهين. وتختتم Ertürk حديثها بقولها: “نحن، كنساء، نساهم بإصرار في تعزيز المساحات الخضراء منذ سنوات طويلة؛ اليوم نجني ثمار عملنا حيث تكبر الأشجار والنمو الأخضر يزداد.”