في رحلة استكشافية حول العالم انطلقت من إيطاليا سيرًا على الأقدام، أثرت حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة الذي لقيه المستكشف الإيطالي نيكولو جويرارا في قرية كيرازلي في دوزجه على السير الطبيعي لحياته. إذ قرر نيكولو اعتناق الإسلام وأصبح اسمه “إبراهيم”، بعد أن تعرف على لطف الإمام وكرم الضيافة الذي لمسه خلال زيارته.
في أثناء رحلته، وصل نيكولو إلى دوزجه حيث أراد التوقف لبعض الوقت طلبًا للاستراحة، إلا أن الظروف الجوية السيئة أجبرته على اللجوء إلى فناء مسجد قرية كيرازلي. وعند لقائه الإمام حلمي يلماز، طلب نيكولو الإذن بنصب خيمته في الفناء، غير أن الإمام لاحظ أن ملابس نيكولو وحذاؤه كانا مبتلين. بفضل التواصل مع المصلين، أتاح له الإمام فرصة البقاء داخل المسجد بدلاً من نصب الخيمة في الخارج.
قضى نيكولو أربعة أيام في المسجد، وخلال هذه الفترة، تبادل الاهتمام والإعجاب مع أهل المسجد والإمام. لم تكن هذه الأيام مجرد إقامة، بل كانت نقلة نوعية في حياته، إذ أبدى إعجابه الشديد بما لقيه من حسن استقبال وكرم بصدد ما شاركه عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي.
لم يقتصر كرم الضيافة الذي شعر به نيكولو على توفير مكان للنوم فحسب، بل أبدى الإمام اهتمامه الشخصي بنظافة حذاء نيكولوَ ما أضاف لمسة إنسانية خاصة في تجربته. وقد دوّن نيكولو إحساسه بالارتياح والدفء الذي شعر به في المسجد، بفضل نظام التدفئة الأرضية والبطانيات التي وُفرت له.
خلال محادثة ودية، عُرض موضوع الأسماء بين الإمام ونيكولو الذي أبدى اهتمامه باعتبار اسم “محمد”، إلا أن الإمام دعا مازحًا إلى اسم نيكولو لتعليقه بمعرض حديثه “محمد حلمي يصبح محمد نيكولو”. في نهاية المطاف، اختار نيكولو اسم “إبراهيم” وأعلن إسلامه بنطق الشهادة بصورة صحيحة كما أكد الإمام يلماز.
يحكي هذا اللقاء نموذجًا رائعًا للتبادل الثقافي والتفاهم الإنساني عندما يلتقي المسافرون بأناس يحتضنونهم بقلوب مفتوحة، وذلك يترك أثرًا لا يمحى في قلوبهم وأرواحهم. يبدو أن قرية كيرازلي قد تركت انطباعًا لا يُنسى في حياة نيكولو، والذي أصبح جزءًا من مجتمعها بروح جديدة، وهو ما يصفه بأنه تحول مذهل في رحلته العالمية. قبل ذلك، كان الإيطالي دانييلي سيلفستري قد اتخذ خطوات مماثلة، حيث اختار اسم “براك” بعد تأثره بمأساة فقدان صديقه وزيارة المساجد في منطقة ساكاريا القريبة.